قادة أوروبا يضعون خطة لمساعدات البنوك المتعثرة

قادة أوروبا يضعون خطة لمساعدات البنوك المتعثرة

Sun Oct 12, 2008 9:56pm GMT

باريس (رويترز) - تعهد زعماء اوروبيون يوم الاحد بضخ اموال عامة في البنوك التي تضررت من جراء اسوا ازمة مالية منذ ثلاثينات القرن الماضي قبل اعادة فتح الاسواق العالمية يوم الاثنين.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي استضاف اجتماعا طارئا لقادة دول منطقة اليورو الخمسة عشر بالاضافة الى بريطانيا في مؤتمر صحفي "هذا يتطلب اجراءات ملموسة ووحدة... وهو ما لدينا اليوم."
وجاء في وثيقة جرى توزيعها خلال القمة ان القادة اتفقوا على أمرين رئيسيين هما التعهد بتوفير رأس المال وضمان ادوات الدين الجديدة او شرائها مباشرة.
وقال ساركوزي ان الحكومات مستعدة لتملك حصص في البنوك وان التفاصيل ستعلن على مستوى قومي غدا الاثنين وستكون البداية في باريس وبرلين وروما.
واضاف "هذه ليست هبة للبنوك ولكن لمساعدتها على اداء مهامها."
وطبقا للوثيقة التي تم توزيعها وهي مسودة بيان تعهد القادة بالمساعدة او الاكتتاب بشكل مباشر لرفع الديون عن البنوك لفترات تصل الى خمسة اعوام في تكملة لجهود البنك المركزي الاوروبي لاستئناف عمليات التسليف بين البنوك.
واكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو على تلك النقطة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع ساركوزي واخرين.
وقال ساركوزي ان القمة اظهرت ان اوروبا قادرة رغم الحدود القومية الضخمة على الرد بشكل جماعي على الازمة التي جاءت من الولايات المتحدة قبل اكثر من عام لكنها وصلت الى اشدها في الاسابيع الاخيرة.
وكان مسؤولون اشاروا الى ان افعالا وليس اقوالا ستتمخض عن التجمع الذي شارك فيه ايضا رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه.
وقال ماركو انونزياتا كبير الاقتصاديين في بنك يوني كريدت الايطالي وهو من بين بنوك كثيرة تضررت اسهمها في البورصات التي اجتاحها الهلع " اذا لم تعد الثقة الى الاسواق في مطلع هذا الاسبوع فلن يكون هناك امل."
وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الامريكي اكثر من 18 في المئة الاسبوع الماضي في اسوأ انخفاض اسبوعي له.
وانخفضت الاسهم الاوروبية 22 في المئة وهبط مؤشر نيكي في طوكيو 24 في المئة.
واصبحت الاسواق المالية تحت اجهزة الاعاشة وتعتمد في استمرارها على السيولة الطارئة التي تضخها بشكل كبير ومنتظم البنوك المركزية في جميع انحاء العالم وذلك لان البنوك نفسها لن تقرض بعضها بعضا كما اعتادت ان تفعل ذلك.
ورتب الرئيس الفرنسي ساركوزي اجتماع باريس على عجل في اعقاب قمة مجموعة السبع للدول الغنية في واشنطن التي لم تقدم اجراء ملموسا وجماعيا لكنها وعدت بفعل اي شيء ضروري لكسر الجمود الذي يعتري اسواق الائتمان.
ووجهت الدعوة الى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الذي لم تطبق بلاده نظام العملة الاوروبية الموحدة اليورو لحضور اجتماع باريس نظرا لان خطة الانقاذ التي اعلنتها لندن الاسبوع الماضي اثارت الاهتمام في منطقة اليورو.
وقال براون الذي حضر الجزء الاول من الاجتماع فقط في مؤتمر صحفي قبل مغادرة قصر الاليزية الرئاسي "اعتقد اننا سنرى خلال بضعة ايام اجراء على مستوى العالم سيجعل الناس يرون انه يمكن اعادة الثقة في النظام المصرفي."
وتوفر خطة الانقاذ البريطانية 50 مليار جنيه استرليني (86 مليار دولار) من اموال دافعي الضرائب للضخ في بنوكها وتدعو بشكل حاسم الى ضمان تغطية الاقراض بين البنوك.
وما اسفرت عنه قمة باريس يبدو مماثلا للخطة البريطانية في اوجه عدة رغم عدم ذكر اي ارقام كما انه لم يتضح على الفور ما اذا كانت الحكومات في منطقة اليورو تعتزم ضمان تغطية الاقراض بين البنوك.
وذكرت تقارير اعلامية يوم السبت ان المانيا تعكف على اعداد حزمة انقاذ قد تصل الى 549 مليار دولار تشمل ضخ رأس مال في صورة اسهم بقيمة تزيد عن عشرة مليارات دولار في البنوك وضمانات للاقراض بين البنوك.
وبالاضافة الى براون وقادة دول اليورو شارك في القمة تريشيه ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو وجان كلود يوكر رئيس وزراء لوكسمبورج وكبير المتحدثين باسم وزراء مالية منطقة اليورو.
وفي اثناء ذلك في لندن اجرت بنوك بريطانية كبيرة محادثات مع مسؤولين بالحكومة وجهات رقابية ومن المرجح الاعلان عن خطط لتعديل الهياكل الرأسمالية للبنوك في وقت مبكر يوم الاثنين وذلك طبقا لما قاله مصدر على اطلاع بالمسألة.
وقال المصدر الذي رفض الافصاح عن هويته ان الهدف من المحادثات هو تحديد كم الاموال التي يحتاج اليها كل بنك من مبلغ الخمسين مليار دولار التي عرضتها الحكومة.
من تامورا فيديليه
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.